لا تتصور أن الباطل يسود بجهود أهل الباطل وحدهم، وإنما أيضاً الآخرون - من يسمون أنفسهم مؤمنين - هم من لهم القسط الأوفر في أن يسود الباطل.. قعد هذا وتحرك هذا، من الذي سينجح في الساحة؟ الذي يتحرك، إذاً فالذي قعد هو من أسهم بنصيب كبير في انتشار الباطل، والباطل ظلم للأمة، فكل ظلم ينال الآخرين أنت شريك فيه، وأنت من ألبست إيمانك بظلم تظن أنك مؤمن، وأنت في واقعك ظالم، ظالم لنفسك وظالم للأمة. حقيقة لا تظن أن المعصية التي تنطلق منك هي معصية في حدودك الشخصية وحتى المعاصي الشخصية تنتهي في الأخير إلى أن تكون ظلماً للأمة، لماذا؟ لأنه إنما ينطلق من منطلق الاهتمام بأمر الأمة والدفاع عن المستضعفين مَنْ نفسه زاكية، وأنت إذا ما دنست نفسك بالمعاصي كنت أقرب إلى أن تقعد، كانت نفسك منحطة، وإذا ما قعدت كنت أيضاً من ظلمت الآخرين بقعودك؛ لأن قعودك كان مساعداً على انتشار باطل الآخرين وظلمهم. الباطل متشابك شبكة واحدة، كل باطل يساعد على الوقوع في باطل آخر،
اقراء المزيد